الشيخة إنتصار الصباح في لقاء خاصٍ مع “موجيه” العربية

2 دقيقة قراءة

في عالمٍ يبثَّ سلبياته يوميًا، تأتي الحاجةُ إلى ضوءٍ يرينا جمال حياتنا وأنفسنا وبلادنا العربية

امرأة قوية، متعددة المواهب، مثابرة وملهمة، أخذت على عاتقها مهمة نشر الإيجابيات وتعزيز الرَّفاهية النَّفسية والجسديَّة، أطلقت مجموعة “اللؤلؤة عام  2011 التي تضم مُبادرة “النوير”غير الربحية المعنية بتوعية الناس للآثار السلبية للتذمروأهمية النظر إلى الجانب المشرق في الحياة، و دار ” لولّوة” للنشر ودار اللؤلؤة للإنتاج الفني وعلامة ” إنتصارس” للمجوهرات و” برسمولوجي” للمستحضرات الفاخرة بالإضافة إلى عملها كناشطة في العمل الإنساني وكاتبة مبدعة

وتقديرًا لدورها المؤثر في تعزيز دور المرأة في المجتمع الكويتي حصلت مؤخًرًا على جائزة المرأة العربية لعام 2017

كان لنا هذا اللقاء المميز مع الشيخة إنتصار الصَّباح

ما بين ريادة الأعمال والعمل الإنساني وتصميم المجوهرات والكتابة.. أين تجدين نفسك؟

أجد نفسي في كل هذه المجالات فأنا أتبع شغفي وللقراءة دورُ كبير في تشكيل توجُّهاتي، درست في مدرسة إنجليزية، كانت اللغة العربية تُدرِّس فيها مرة أو مرتين أسبوعيًا، ومع هذا أحببت القراءة كثيرًا، كنت اقرأ في كل شىء، وكانت أغلب الكتب في الكويت في ذلك الوقت باللغة العربية، نهم القراءة دفعني إلى الكتابة.

ما سبب اختيار اسم”لولوه” لدار النشر ؟

لولوة هو اسم جدتي وهو اسم خليجي مبسط لكلمة “اللؤلؤ” وجمال أي لؤلؤ يأتي حين تتعرض المحارة لإصابةٍ أو هجوم فتقوم بتشكيل كيس اللؤلؤ لاحتواء الجرح، فالجرح هنا صنع جمالاً، كذلك الحياة، الصراع فيها يخلق جمالاً وهدف الدار استخدام علم النفس الإيجابي لاحتواء الصراعات و مساعدة الناس على إحداث الفرق.

أطلقت دار لولوة للنشر كتاب ” كلام من ذهب” عام 2012, ما الهدف أو الفكرة وراء هذا الكتاب؟ وعلى أي أساس يتم اختيار الشخصيات؟

بدأت فكرة الكتاب بتساؤل راودني ” لماذا نُلقي الضوء على الشخصيات العالمية بدلا من الشخصيات المحلية المُلهمة؟ أردت تسليط الضوء على شخصيات يُقتدى بهم، وإبرازهم بشكل أوضح، في البداية عند اختيار الشخصيات ابتعدنا عن ثلاثة محاور ( الدين، السياسة، الشخصيات التي يقل عمرها عن 40 عامًا) لكننا كسرنا قاعدتين حين اخترنا شخصية تحت الأربعين وهي عائشة الحميضي، صاحبة أول ملجأ للحيوانات الضالة في الكويت والتي كرست من وقتها وجهدها الكثير لهذا المشروع غير الربحي، و كسرنا قاعدة “لا للسياسة” بشخصيَّتين مُحبتين للوطن.

في إطار نشر الإيجابية في دولة الكويت، أطلقتِ مبادرة “النوير”، حديثنا عن سبب إطلاقها و نتائجها ؟

فكرة مبادرة ” النوير” ظهرت حين جاء شخص محب للكويت بأغنية تركز فقط على  السلبيات،أراد أن يحدث تغييرًا لكن التغيير لا يحدث بهذه الطريقة ، في الكويت الكثير من الإيجابيَّات لماذا نركز فقط على السلبيات؟ وبعد هذه الواقعة بأسبوعين  قرأت  عن دراسة نشرتها  جامعة هارفارد استغرقت  10 سنوات تؤكد أن الإنسان بطبعه أحادِّي التفكير، إما أن يرى الحياة بطريقة إيجابية ويبحث عن الحلول  أو يراها بطريقة سلبية تعيقه عن الإنجاز والعمل والراحة ، خلال هذه الدراسة قدموا الخبراء 12 طريقة تساعد الإنسان على التحول من شخص سلبي إلى شخص إيجابي،فأصبحت مهمتي إلهام الناس إلى ضرورة التفكير الإيجابي وقدرته على إحداث فرق وكانت البداية الأنسب هي التوجه إلى الشباب، لأن الكبار يتمسكون بشخصياتهم بقوة كبيرة ويرفضون التغيير بشدة،  ثم اتجهنا نحو المدارس الثانوية لاستهداف المراهقين من عمر 16 إلى  18  سنة، لأننا إذا استطعنا التأثيرعلى هذه الفئة العمرية المحورية والصعبة تصبح حياتهم سهلة ويظهر أثر التغيير جليًا.

النتائج كانت رائعة، لمسنا تغييرًا سلوكيًا  كبيرًا دفعنا لتطوير المبادرة بشكل أوسع و الاستعانة بمختصين في علم النفس الإيجابي، و أطلقنا أول برامجنا التعليمية في 24 مدرسة في  الكويت ومن المتوقع أن نعلن قريبًا عن نتائج هذا البرنامج الذي تم إدراجه ضمن الخطة الإنمائية الخمسية لدولة الكويت.

كنتِ أول من بادر بالإيجابية في دولة الكويت وفي الإمارات تم تعيين عهود خلفان الرومي أول وزيرة للسعادة، هل برأيك المرأة أكثر إيجابية من الرجل ؟

المرأة تبحث عن الحلول، فهي بطبيعتها تحب أن تخفِّف آلام وصعوبات من حولها وهذا يدفعها إلى الرغبة في إحداث فرق إيجابيً في مجتمعها.

توجهتِ للسينما منذ 5سنوات بتأسيس دار اللؤلؤة للإنتاج الفني، ما سبب ذلك؟

الدخول عالم السينما كان صدفةً، صدفةً جميلةً، وجدتُ أن الإعلام المرئي يؤثر في الناس، في الأفلام الأمريكية نرى البطل الأمريكي دائمًا منتصرًا وقويًا وقادرًا على التغلب على كل المصاعب، صُنَّاع السينما يدركون قدرة الأفلام على تغيير نظرتنا للشعوب، فلماذا لا نستخدم الإعلام لنغيِّر نظرتنا إلى أنفسنا

هل تعتقدين أن نظرتنا لأنفسنا تحتاج إلى تغيير؟

نعم، بالنسبة للكويت استخدمنا الأفلام لتعزيز حب الوطن والهويَّة و أي دولة بدون فن هي دولة ناقصة .

من الثقافة والفن إلى المجوهرات، ما الذي يميز علامة ” إنتصارس “؟

بدأت تصميم المجوهرات منذ سنوات طويلة، لكن بشكل شخصي، لي ولعائلتي فقط، ثم أردت أن تقدم العلامة قيمة مضافة، تشعر النساء بقيمتهنَّ وهويتهنَّ و تذكرهن بالحب، سواء كان حب النفس أو الزوج أو الوطن، ولأنني أؤمن بقوة الكلمات وتأثيرها علينا، استخدمت كلمات عربية تعبر عن قوة المرأة مثل “مذهلة، فاتنة، جسورة، سعيدة، محبة، مشرقة، فريدة”.

ما هي مشاريعك المقبلة؟

نحن بصدد إطلاق موقعًا إلكترونيًا عن الصحة النفسية والجسدية في بداية العام المقبل، فنحن لا نتوقف عن التطوير والإلهام.

كلمة أخيرة لكل امرأة عربية ..

أقول لها، يجب أن نحب أنفسنا لنستطيع تقديم الحب للناس، اعطي نفسك حقها وحددي أهدافك في كل ما تفعلينه.