فن التراث الراقي: فاطمة الشيراوي

38 ثانية قراءة

فاطمة الشيراوي هي مؤسسة العلامة التجارية “The Gracious F”، وهي شركة متخصصة في استشارات الألوان مقرها دبي. وقد شجعها حبها للسفر والتعلُم على الاهتمام بتحقيق التوازن والتناغم، ومن خلال المؤسسة التي أسستها لتغيير نمط الحياة، تسعى فاطمة إلى تحقيق الانسجام وجلب السعادة إلى حياة زبائنها.

أخبرينا قليلاً عن نفسك

كلا والدّي من الإمارات وأنا الأخت الصغرى من ضمن ثلاثة أشقاء، وجَدي هو محمد الشيراوي المحاسب الخاص بالشيخ سعيد بن حشر آل مكتوم (جَد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم). كان أبي مولعاً بالسفر واستكمل تعليمه في البحرين ومصر قبل أن يعود مرة أخرى إلى دولة الإمارات للاهتمام بالأعمال التجارية للأسرة ومن ضمنها علامة تجارية كبرى تم تأسيسها في الستينات. وفي وقتٍ لاحق بدأ والدي حياته العملية في مجال العقارات، أما والدتي فهي من عائلة كاظم المعروفة في مجال الصناعات الطبية، وهي طبيبة أسنان ناجحة.

هل كان أمراً مهماً بالنسبة لك أن تصنعي لنفسِك هوية ناجحة خارج نطاق أعمال الأسرة؟

منذ سنٍ مبكرة، عملت بجد من أجل تحديد أهدافي وهي أن أتميز عن الآخرين وأترك أثراً إيجابياً في مجتمعي من خلال هويتي الخاصة. وأصبحت لدي رغبة في تأسيس عملي الخاص بعيداً عن مجال عمل أسرتي، وقد سبقني أخَويّ إلى ذلك حيث نجحا في بناء هويتهم الخاصة في مجالاتٍ مختلفةٍ فأردت أن أفعل الشيء نفسه.

كما أنني أؤمن بشدة أن قوتنا الداخلية تبدأ من المنزل وفي سنٍ مبكرة، فعندما تكون هناك امرأة ما في حياتِنا نعتبرها نموذجاً مثالياً لغيرها من النساء، مثل أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا وعمّاتنا وبنات أخوتنا، يترك هذا الأمر بصمةً مؤثرة في حياتنا،؛ فهذه العلاقات المُهمة تؤدي تلقائياً إلى التأثير على جيل الشباب وإلهامهم للنجاح في أعمالهم وتحقيق طموحاتهم على الصعيدين الإقليمي والدولي.

من أين أتى مصدر الإلهام لـ “The Gracious F“؟

من التحديات التي خُضتها خلال حياتي. فقد بدأ شغفي بأن أصبح خبيرة ألوان مع تطور رحلة حياتي الشخصية والتي قادتني في النهاية إلى الرغبة في مساعدة الآخرين في البحث عن السلام في حياتهم الشخصية والمهنية.

على الصعيد الشخصي، لقد استغرقت وقتاً طويلاً من أجل المُضي قدماً في حياتي بعد أن فقدت والدتي أثناء دراستي الجامعية، وقد دفعني هذا الأمر إلى البحث عن العوامل التي أثرت في حالتي المزاجية حتى أتمكن من إيجاد السلام الداخلي والسعادة الحقيقية. ومن ثم بدأت ألاحظ تغييراتٍ كبيرة في حياتي بعد البحث واكتشاف الأدوات المختلفة التي ساعدتني في إعادة بناء شخصيتي وإعادة التفكير فيما أريده من الحياة وكيف أود أن يتذكرني الآخرون. ثم اكتشفت أن الألوان التي كانت تحيط بي في ذاك الوقت لم تكن تتطابق مع شخصيتي، وكان هذا هو السبب وراء شعوري الدائم بعدم التوازن. ولكن عندما بدأت أطبق طُرق “نظام التأثر بالألوان”، وجدت أنه أصبح من السهل التعامل مع المهام اليومية بسهولة وارتياح.

كيف ترين نموذج المرأة الناجحة حالياً  في المنطقة؟

هناك الكثير من رائدات الأعمال الناجحات في الشرق الأوسط إلا أنهنّ لم يأخذن وضعهنّ بشكل صحيح نتيجة للمجتمع الرقمي الذي أصبحنا نعيش فيه والذي تسبب في وجود فجوة بين الأجيال. وقد كان لي الشرف أن أترعرع في دولة الإمارات مُحاطة بالعديد من النساء الناجحات والمؤثرات اللاتي أصبحت قصصهنّ مصدر إلهام لي وللآخرين. ولهذا أعتقد  أنه ينبغي حقاً تقدير طموحهنّ وعملهنّ الشاق وابتكاراتهنّ التي غالباً ما تمر مرور الكرام بسبب ضعف تواجدهنّ على المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي. بينما من ناحية أخرى، قد لا تكون بعض السيدات ذوات الخبرة في وسائل التواصل الاجتماعي بالضرورة مثلاً يحتذى به أو نموذجا ناجحاً للسيدات.

ومن أهم النماذج الناجحة التي كانت مصدر إلهام بالنسبة لي هي الشيخة لُبني القاسمي وريم الهاشمي. وأعتقد أنه بينما نحن نواصل العمل على بناء قدرة المرأة على إدارة الأعمال والمشروعات، علينا أيضاً أن نعترف بالنساء الملهِمات اللاتي يُمهدنّ الطريق لغيرهنّ من النساء لتحقيق أحلامهم حيث أنهن يتمتعن حقاً بالرؤية والقدرة على تحقيق المستحيل.

وكيف أثر تراث الشرق الأوسط الذي تتمتعين به على عملك حتى الآن؟

في الواقع، منحتني جذوري شرق الأوسطية ميزة إضافية في مجال عملي، حيث أن نظام التأثر بالألوان يتم  غالباً بواسطة ممارسين غربيين فقط. بينما لدينا هنا في الشرق الأوسط تراثاً ثقافياً غنياً ولطالما أعجبت بالنزاهة والتواضع اللذين تتمتع بهما شعوبنا. وفي الوقت نفسه فنحن نهتم كثيراً بمساعدة الآخرين ونعمل يداً في يد لتحسين نظرتنا للحياة والأعمال. وربما كانت من أكثر الاقتباسات إلهاماً بالنسبة لي حينما كنت طفلة ً صغيرة هي مقولة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم: “دع عملك يتحدث عنك”.فقد كانت كلماته دائماً مصدر إلهام لي بأن أتمسك بأسلوبي المهني كي أحقق المصداقية التي أنشدها لعلامتي التجارية في كلٍ من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.