لطالما كانت بيسان عاطف عودة صوتًا هائلًا لغزة، وقد حصل فيلمها الوثائقي المؤثر إنها بيسان من غزة وما زلت على قيد الحياة على جائزة إيمي للأفلام الوثائقية المتميزة في مجال الأخبار الصعبة: فيلم قصير. يصور هذا الفيلم الذي تبلغ مدته ثماني دقائق، والذي تم إنتاجه في خضم العدوان الإسرائيلي المستمر على فلسطين، بشكل مقنع المعاناة اليومية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة الاعتداءات الإسرائيلية. لطالما سلّط عمل عوده الضوء على صمودهم وإنسانيتهم، ويأتي فوزها بجائزة إيمي بمثابة تأكيد قوي على القصص الملحة التي يحتاج العالم إلى رؤيتها والأهمية الحيوية لوجهة نظرها في تسليط الضوء على واقعهم.
يأتي فوز عوده بجائزة إيمي وسط جدل أحاط بترشيحها للجائزة. فقد دعت حملة يقودها المجتمع الإبداعي من أجل السلام (CCFP)، وهي منظمة غير ربحية مؤيدة لإسرائيل، إلى إلغاء ترشيحها، مستشهدةً بعلاقاتها المزعومة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (PFLP)، التي صنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية. وقد وقّعت شخصيات بارزة من هوليوود، بما في ذلك ديبرا ميسينغ وشيري لانسينغ، على رسالة مفتوحة تدعم هذا النداء.
وعلى الرغم من رد الفعل العنيف، تمسكت الأكاديمية الوطنية للفنون والعلوم التلفزيونية (NATAS) بقرارها بعدم إلغاء ترشيح عودة، مؤكدةً أن أي ارتباطات موثقة حدثت منذ سنوات عندما كانت عودة مراهقة. وشددت المنظمة على أن الفيلم الوثائقي امتثل لجميع إرشادات المسابقة وعكس الحكم التحريري المستقل للصحفيين المشاركين في مراجعته.
وعلى الرغم من عدم حضور عودة لاستلام الجائزة، إلا أن منتج فيلمها الوثائقي، جون لورنس، تحدث عن قوة عملها، قائلاً: "هذه الجائزة شهادة على قوة امرأة واحدة مسلحة بهاتف آيفون فقط". كما سلّط الضوء على المخاطر التي يواجهها الصحفيون في مناطق النزاع، مؤكداً أن "الصحافة ليست جريمة".
إن فوز عودة بجائزة إيمي لا يرفع من صوتها فحسب، بل يمثل أيضًا شهادة حيوية على ضرورة وجود وجهات نظر متنوعة في الصحافة، لا سيما من المناطق المستهدفة مثل غزة. إنه يؤكد على أهمية تضخيم الروايات التي تتحدى وجهات النظر السائدة وتشجع على الفهم، وتذكرنا بأن تجارب أولئك الذين يعيشون وسط الصراع يجب ألا يتم تجاهلها. لا يحتفي هذا التكريم بعمل عودة الرائع فحسب، بل يدعو المجتمع العالمي أيضًا إلى الاستماع إلى الأصوات التي لا حصر لها والتي تستحق أن تُسمع والمشاركة فيها ومناصرة أصحابها.