لقاء “موجيه” مع مؤسِستّي أسبوع دبي لأزياء المحجبات

45 ثانية قراءة

بعد النجاح الكبير الذي حققه في اسطنبول ولندن، انطلق أسبوع دبي لأزياء المحجبات (DMFW) لأول مرة وسط مدينة دبي في “برج بارك” وذلك يومي 8 و 9 ديسمبر، ويقوم بتنظيم الحدث العالمي كل من “ثنيك فاشون” و”ريد كونيكت”. وتتضمن الفعالية العديد من عروض الأزياء الرائعة لأحدث صيحات الموضة وآخر التصاميم لأزياء المحجبات لنحو ثلاثين مصمماً من أشهر مصممي الأزياء المعروفين والناشئين من جميع أنحاء العالم.

وكان لموجيه هذا اللقاء الخاص مع “أوزلِم شاهين” و”فرانكا سويريا” رائدتّي الأعمال الشهيرتَين ومؤسِستَي “أسبوع أزياء المحجبات”.

لقاء موجيه مع “أوزلِم شاهين”

باعتبارك شريك مؤسس لـ “أسبوع أزياء المحجبات” والذي تمت إقامته في كلٍ من اسطنبول ولندن وأخيراً دبي، هل توقعتِ كل هذا النجاح في بادئ الأمر؟

أود الإجابة بـ “نعم” و”لا” في نفس الوقت! نعم، لأننا قمنا بإطلاق سلسلة “أسابيع أزياء المحجبات” تحت رعاية مؤسسة عالمية متخصصة في صناعة الأزياء المحتشمة، وهي “ثينك فاشون”، وأعتقد أننا اخترنا التوقيت المناسب وأجرينا التخطيط اللازم قبل إطلاق تلك العلامة التجارية العالمية. ونظراً لأننا تخصصنا في هذا المجال منذ فترة طويلة، فقد أدركنا وجود احتياج كبير لمنصة عالمية وتجارية مرموقة تُركز على صناعة أزياء المحجبات.ولا، لأن النجاح جاء أبكر مما كنا نتوقع بكثير. فبعد نجاح ” أسبوع اسطنبول لأزياء المحجبات “، ذاع الخبر عبر القارات الخمس وتلقينا عروضاً مذهلة من قِبل شركات إعلامية كبيرة من جميع أنحاء العالم.

وبغض النظر عن نوع الصناعة التي تعملون بها فإن إنشاء أي علامة تجارية جديدة يتطلب بعض الوقت ولكن أطلقنا علامتنا وحددنا معاييرنا الخاصة منذ الفعالية الأولى! ولكن كان هذا النجاح الكبير أمراً مفاجئاً بالنسبة لنا.

وبما أننا نقوم بتنظيم “أسابيع أزياء المحجبات ” في بلدان ومناطق غاية في الاختلاف، فمن المهم حقاً الحفاظ على معاييرنا وهوية علامتنا التجارية. وقد أصبحت “أسابيع أزياء المحجبات ” تُجرى الآن على الصعيد الدولي عبر القارات الخمس وبمشاركة أكثر من 25 شركة تهدف إلى دعم العلامات التجارية الجديدة وإبراز مواهب مصممي أزياء المحجات وأحدث اتجاهات الموضة.

وكوننا منظمين لهذا الحدث، علينا أن نركز على تحقيق النجاح المستدام، وأعتقد أننا نجحنا في اختيار المعادلة الصحيحة للقيام بذلك والمساعدة على نمو هذه الصناعة.

ما هو أكثر ما يعجبك في كونك رائدة أعمال في مجال صناعة الأزياء؟

يمكنني القول أن أكثر ما أحبه هو قدرتي على ابتكار عالمي الخاص وقواعدي الخاصة. نحن نعيش الآن في عصر المعلومات، حيث من السهل البحث والتعلم والتكيف. ولكن السؤال هو “ماذا نريد أن نفعل في حياتنا؟ وما هو الشغف الذي يلهمنا؟” وبالنسبة لي لطالما أدركت أن ما يلهمني هو “الموضة”، فبالنسبة لي هي وسيلة للتعبير عن الذات مثل الموسيقى والفن. كما أنني أحب حقاً فكرة ابتكار شيء فريد وإظهار هذا التفرد من خلال أسلوبي الخاص. ومن المثير للاهتمام أننا حقاً نشعر عند ارتدائنا ملابس معينة بالراحة والأناقة والسعادة. لهذا فأنا أحب كوني رائدة أعمال في مجال الموضة لأنها وسيلة قوية لإظهار الطابع الفريد لكل شخص.

وقد كان أسبوع أزياء المحجبات بمثابة نقطة انطلاق قمت من خلالها بالتركيز على صناعة الأزياء المحتشمة بشكلٍ أكبر. وقد أصبحت هذه الصناعة أكثر شعبية لأنها انطلقت كضرورة لقطاع كبير من المستهلكين المستعدين للإنفاق لتلبية احتياجاتهم من الملابس المحتشمة الأنيقة عالية الجودة، هذا مع الأخذ في الاعتبار أن الموضة هي أيضاً بمثابة وسيلة تعبر بها المرأة عن تفردها وأناقتها وراحتها كذلك.

وقد أصبح هناك الآن في الصناعة الكثير من المصممين الموهوبين والعلامات التجارية الرائدة، والمواهب الرائعة في جميع أنحاء العالم. ودورنا في “أسبوع أزياء المحجبات” هو تسليط الضوء على هذه المواهب ومساعدة العلامات التجارية على الوصول إلى العالمية، وبالطبع مساعدة النساء على الشعور بالسعادة.

أخبرينا أكثر عن تجربتك كمنسق لأول عرض أزياء خاص بالمحجبات على الإنترنت على مستوى العالم عام 2013.

لقد كانت هذه بالفعل هي أولى الخطوات نحو سلسلة أسابيع أزياء المحجبات. وقد أنجزنا أول عرض أزياء للمحجبات على الإنترنت عام 2013 بالتعاون مع فريق صغير للغاية حيث بدأنا باختيار المصممين ومباشرة عملية الإنتاج والتسويق والتواجد على وسائل التواصل الاجتماعي. وأتذكر في هذه الفترة محاولتي إيجاد مصمم رقصات واختيار الإضاءة المناسبة لمنصة العرض والتواصل مع الكثير من مجلات الموضة والمهتمين بأزياء المحجبات من جميع أنحاء العالم. وقد قمنا بالفعل بدعوة بعض المصممين العالميين لمشاركتنا الحدث ولكن لم يكن لدينا الوقت الكاف للاستعداد لذلك.

وكانت الفكرة وراء هذا المشروع هو الدخول إلى عالم أزياء المحجبات والتواصل مع عشاق الموضة المحتشمة في جميع أنحاء العالم، وإيصال رغبتنا بالتعاون معهم وتحقيق المزيد من النجاح! ولهذا السبب نستخدم تكنولوجيا البث الحي كي نصل إلى نحو 300،000 شخصاً من عشاق الموضة المحتشمة.

وبعد الحدث مباشرةً بدأت التفكير في كيفية الوصول به إلى العالمية وجعله أكثر حرفية واستدامة. وبعد 3 سنوات قمنا بإطلاق سلسلة “أسابيع أزياء المحجبات”.

أوزلِم شاهين وفرانكا سويريا

لقاء موجيه مع “فرانكا سويريا”

قمتِ بالمشاركة في تأسيس “Alahijab.com” وهي منصة تواصل اجتماعي مخصصة لأزياء المحجبات، هلا أخبرتنا المزيد عنها.

تم إنشاء موقع “Alahijab.com” لخلق ما يشبه كتالوج عالمي لأزياء المحجبات، حتى تتمكن السيدات من زيارة موقع واحد ورؤية كافة أنماط الأزياء الموجودة في بلدان مختلفة من حول العالم، ولهذا قسمنا صفحات الموقع بحسب البلدان. وقد مهد الموقع الطريق لإطلاق “أسابيع أزياء المحجبات”.

وعندما بدأت هذا المشروع، قمت بالتواصل مع العديد من مصممي أزياء المحجبات في جميع أنحاء العالم مثل آسيا وأوروبا والولايات المتحدة وأفريقيا وأستراليا. طرقت أبوابهم جميعاً الواحد تلو الآخر وطلبت منهم الانضمام إلى “Alahijab.com”. وبفضل هذا الموقع عرفت أن هناك تنوعاً مدهشاً في ستايل أزياء المحجبات وإمكانات ضخمة في هذا المجال، وفهمت أيضاً أنه ليس هناك أية منصة دولية لهذه الصناعة. كما ساعدني ذلك على فهم احتياجات البلدان الأخرى والرغبة في التوسع فيها.

ويمكنني القول بأن هناك عدة منصات عملاقة ناجحة على شبكة الإنترنت مثل إنستغرام وبِنتريست قد لا يتمكن الموقع من التنافس معها، إلا أنه أيضاً منصة ناجحة ساعدتنا على التواصل مع جميع أنحاء العالم وكأننا عائلة كبيرة. وهو من ضمن الأسباب التي أدت بنا إلى إطلاق “أسبوع أزياء المحجبات”، وقد رغبت أنا وأوزلِم – كمؤسسي هذا الأسبوع أن نجمع جميع القائمين على هذه الصناعة بهدف التعرف على بعضهم البعض وتوسيع دائرة أعمالهم والتعاون على حلّ المشكلات المتواجدة في صناعة الأزياء.

وبما أننا نعرف بالفعل جميع القائمين على صناعة أزياء المحجبات، قمنا بدعوتهم للحضور والمشاركة في “أسبوع أزياء المحجبات ” في اسطنبول، وقد حضروا بالفعل! وكان ذاك هو أول أسبوع نقوم بإطلاقه وكان حدثاً فريداً من نوعه، أصبح بعدها مباشرةً حدثاً عالمياً يحضره مصممون من 30 بلداً، وأعتقد أنه كان لموقع Alahijab.com دوراً كبيراً في ذلك.

عملت كاستشاري لبعض كبار مصممي الأزياء، هلا ذكرتِ لنا بعض الأسماء التي تعاونت معها، وكيف أفادتِك تلك التجربة على الصعيد المهني؟

أعمل في مجال الموضة منذ عام 2009، بعد ذلك تحول اهتمامي إلى أزياء المحجبات في عام 2013.  وحيث أنني أجيد التصوّر ووضع الاستراتيجيات وتوصيل الأشخاص بعضهم ببعض، فقد ساعدت المصممين والعلامات التجارية المختلفة والمستثمرين ورجال الأعمال على التواصل. ولكن حفاظاً على سرية المعلومات ليس بإمكاني ذكر أسمائهم، ولكن ما يمكنني قوله هو أن لدى اتصال واسع بجميع القائمين على صناعة أزياء المحجبات تقريباً.

أما بالنسبة للطريقة التي أفادني بها هذا الأمر، أعتقد أن كل المجالات التي عملت بها كان لها تأثير كبير علّي. فقبل العمل بصناعة الأزياء عملت في العديد من الصناعات الأخرى مثل صناعة الأفلام والموسيقى والصحافة منذ سنٍ صغيرة. وكانت هناك العديد من القفزات في حياتي الوظيفية، فقد بدأت حياتي المهنية ككاتبة سيناريو لمسلسل تلفزيوني عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي فقط، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف المغامرة! لذا فأنا أعتقد أن كل ما مررت به في حياتي قام بتشكيل الشخص الذي أنا عليه اليوم.

يُعتبر “أسبوع دبي لأزياء المحجبات” هو أحدث مشاريعِك، كيف ترَين مستقبل أسابيع “أزياء المحجبات” وهل تفكرين بالتوسع في بلدان أخرى؟

نأمل أن يقوم “أسبوع أزياء المحجبات” بخلق المزيد من الحلول لصناعة الموضة في المستقبل، وتمكين علامات تجارية أكثر وأكثر. فنحن نرغب في سماع المزيد من قصص النجاح بعد الحدث ونأمل في أن تولد الكثير من الأسماء العالمية سواء أكانوا مصممين أو علامات تجارية أثناء هذا الأسبوع.

ولقد رأينا كيف استطعنا أن نُلهم جهات أخرى لاستضافة أحداث مماثلة، وهو أمرٌ رائع لكن المهم أن نحافظ على مبادئ صناعة أزياء المحجبات حتى تحتفظ الصناعة بطابعها الخاص.

وباعتبار “أسبوع أزياء المحجبات” حدث متنقل سيتعين علينا اختيار وجهتنا القادمة، وقد تلقينا بالفعل دعوات من ثلاثة بلدان! ولكن بالتأكيد سنعود مجدداً في العام المقبل إلى دبي، فنحن نحبها كثيراً.