التصميم في عالم الأزياء فنٌ يحتاج إلى الإبداع والتَّميز ليستمر في العطاء، بشغفٍ يبحث المصممون سنويًّا عن أفكارٍ مُبتكرة تأسر قلوب مُحبات الموضة فتُولد اتجاهات جديدة و تعود اتجاهات قديمة لتظهر في عروض الأزياء بعد ترويضها لتلائم متطلبات واهتمامات العصر.
استخدام البلاستيك في الأزياء والإكسسورات اتجاه جريء يُغير مفهوم الأناقة والرقي.. لكنه بالتأكيد ليس جديدًا.
undefined
يعود استخدام البلاستيك في عالم الأزياء إلى حقبة الثَّلاثينيات، حين بدأ المصمِّمون بإضافة البلاستيك لإضفاء اللّمعة على أثواب السّهرة والإكسسورات ثم في الأربعينيات بعد اندلاع الحرب العالميَّة الثَّانية، تأثرت حركة التجارة وقامت بعض الحكومات مثل إنجلترا بمنع استيراد الأقمشة فازداد استخدام البلاستيك عوضًا عن الأقمشة المستوردة، وفي الخمسينيات مع انهيار تجارة أقمشة الحرير اليابانيَّة انتعشت موضة فساتين التل "Tulle Dresses" المصنوعة من البلاستيك وتنوعت ألوانها.
undefined
وفي السَّبعينياَّت اقترنت الأقمشة البلاستيكية بموضة الديسكو اللامعة وذاع استخدامها بشكل موسع في السراويل والأحذية و الحقائب، أما حقبتي الثَّمانينات والتِّسعينات فشهدتا ولادة الملابس الرياضية من أقمشة البلاستيك القوية التي تعرف باسم Spandex Plastic وازدهرت إكسسورات الشعر البلاستيكيَّة لتأتي الألفية الجديدة بإطلالات جريئة من أقمشة البلاستيك مثل فستان الممثلة لوسي لوليس المعروفة في الشرق الأوسط بدورها في مسلسل "زينا"
undefined
في الفترة من عام 2010 وحتى عام 2015 ظهرت الملابس البلاستيكية في بعض عروض الأزياء لكن بتحفّظٍ ولأهداف بيئية مثل مبادرة شركة Nike عام 2015 بتصميم ملابس المنتخب الوطني الأمريكي لكرة القدم للسَّيِّدات من البلاستيك المعاد تدويره وذلك خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم للسَّيِّدات.
في عام 2016 تحوّلت المبادرات البيئية إلي صيحة عالميَّة تبنَّاها أشهر المصمِّمين ودور الأزياء مثل Calvin Klein و Miu Miu وGucci و Balman ولا ننسى أبدًا دار أزياء Chanel حين ارتقى كارل لاغرفيلد بالبلاستيك في عرضٍ مبهرٍ بقبعات وأحذية وملابس أنيقة من البلاستيك الشفاف
هذه الصيحة من المتوقع أن تستمر بقوة في السنوات القادمة بعد أن نجحت في كسب ثقة عالم الأزياء والتقدم بجدارة رغم غرابتها وجرأتها.