العالم يترقب..افتتاح متحف اللوفر في أبوظبي

21 ثانية قراءة

في عاصمة الفن باريس على الضفة الشمالية لنهر السين يقطن شامخاً متحف اللوفر منذ عام 1793 فاتحاً ذراعيه لزواره من مختلف أنحاء العالم، ظلّ لقرونٍ حارساً لأهم اللوحات الفنية والآثار القيمّة، حتى عام 2007 حين وقع كلاً من وزير الثقافة الفرنسي رينو دونديو دو فابر والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان إتفاقية مشروع متحف “اللوفر أبوظبي” التي بموجبها يستعير متحف اللوفر أبوظبي اسم متحف اللوفر في باريس لمدة 30 عاماً، ويتم العمل على المعارض المؤقتة لمدة 15 سنةً وتتم إعارة الأعمال الفنية لمدة 10 أعوام.

بدأ العد التنازلي لافتتاح هذا الصرح الفني الذي من المتوقع أن يحظى بافتتاح منقطع النظير يتخلله مجموعة مميزة من الندوات والحفلات والعروض الفنية المرئية بقيادة نخبة من الفنانين العالميين

يعرض اللوفر أبوظبي مجموعة متميزة من أهم وأعرق المقتنيات في العالم مثل لوحة “جميلة الحدّاد” بريشة الفنان العبقري ليوناردو دافينشي و”بورتريه ذاتي” للفنان العظيم  فينسينت فان جوخ ومنحوتة “الملاحة” العاجية النادرة من إمبراطورية بنين و تمثال الملك رمسيس الثاني لوحة ” لعبة ورق بزيك” لغوستاف كايبوت ولوحة ” الغجري” لإدوار مانيه و لوحة ” محطة سان لازار” لكلود مونيه، كما يضم المتحف العديد من الأعمال الفنية المعاصرة ومتحف للأطفال يقدم معارض و ورش عمل وأعمال مُعارة من مؤسسات فرنسية شريكة.

ومن المتوقع أن يقام أول معرض خاص في المتحف تحت عنوان “من متحف لوفر لآخر: متحف للجميع” في 21 ديسمبر القادم، ويتضمن 3 أقسام يرصد فيها تاريخ تطوّر متحف اللوفر في باريس، وأهم المقتنيات الملكية في قصر فرساي خلال عهد الملك لويس الرابع عشر في القرن الـ17، مروراً بحقبة تحويل هذا القصر إلى أكاديمية وصالونات مخصصة للفنانين، وصولاً إلى إنشاء متحف اللوفر الحديث. وسيضم المعرض حوالي 145 من اللوحات والمنحوتات والأعمال الفنية الزخرفية الشهيرة من متحف اللوفر وقصر فرساي.

وعن الافتتاح قال سعادة محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وشركة التطوير والاستثمار السياحي “يجسّد اللوفر أبوظبي رؤية الإمارات الراسخة بأنّ تقدم الأمم وتطور حضارتها يُبنى على التنوع الثقافي والتسامح وتشجيع الحوار المشترك والانفتاح على الآخرين، خاصة أن أسلوب سرده يؤكد تواصل العالم منذ القدم. ويستكمل المتحف مسيرة طويلة بدأها الآباء المؤسسون لدولة الإمارات في الحفاظ على التراث الوطني والثقافي وصون قيمته.

ويُعد اللوفر أبوظبي واحداً من أهم مكوّنات استراتيجية أبوظبي الثقافية الرامية إلى الحفاظ على هوية دولتنا وتراثها العريق وتاريخها الطويل مع تحفيز الإبداع وفتح آفاق جديدة للابتكار الثقافي. وتشكل الجهود الواسعة المبذولة في تعزيز البيئة الثقافية النشطة رافداً مهماً من روافد تنويع الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات وتطوير مجتمع حيوي وعصري يُشار إليه بالبنان، ليكون متحف اللوفر أبوظبي أحد ركائز المجتمع ومصدراً حياّ يستلهم منه الجيل القادم من روّاد الثقافة والعقول المبدعة والمفكرين، ليكون لهم دورٌ فعّال في ترسيخ قيم التسامح والتعايش التي تُعرف بها دولتنا العزيزة”.