هند صبري: هكذا أنصفت المرأة نفسها

1 دقيقة قراءة

امرأة قويَّة، تمرَّدت على المألوف وبادرت بأدوار اِستثنائية، لم تكن رحلتها الفنِّيَّة هيِّنة، لكنها لم تستسلم لأحكام الآخرين واستطاعت أن تصل إلى قلوب الجماهير العربيَّة بعفويتَّها وموهبتها وإصرارها

 

تحدَّثت معنا هند صبري عن متطلّبات النّجاح في مهنة الفن وأهم التَّحديات التي واجهتها

بعد أن أصبحتِ أمًا.. هل تغيَّرت نظرتك للسِّينما واختياراتك للأفلام؟

لم تتغير نظرتي للسِّينما فأنا أكنَّ لهذه المهنة احترامًا شديدًًا سواء قبل أنَّ أصبح أمًا أو بعدها، لكنَّني أشعر الآن بأن ما أقدمه هو إرثُ لابنتي وعائلتي، هذا يؤثر على عدد الأدوار ونوعيتها، اختياراتي تعتمد الآن على قيمة العمل الفني، إذا وجدتها غير كافيَّة، تصبح الأولويَّة حينها لأسرتي.

كانت الفنّانات قديماً يُضحِّينَّ بحيَّاتهن الشَّخصية من أجل الفنَّ كيف استطعتِ التَّوفيق بين عملك كأم و ممثلة ورائدة أعمال ؟

لدي قناعة أنني لن أستطيع أن أكون مؤثِّرة في عملي إذا كانت حيَّاتي الشَّخصية غير مُستقرَّة،جيلنا تعلّم من الأجيال السَّابقة أن الحياة الفنِّية تمرّ سريعًا في لمح البصر ولا أمان لها، اهتممنا بأن يكون لنا بيت وحياة أسرِّية مُستقرة بجانب عملنا، مع هذا أنا أحترم كل اختيارات الآخرين فأنا هنا أتحدث عن نفسي، أنا من النوع المُحب للبيت والأسرة والخصوصيَّة وأحب احترام من حولي لها.

نجحت المرأة مؤخًرًا في اقتناص أدوار البطولة المطلقة.. هل أنصفت السينما المرأة العربية ؟

المرأة هي التي أنصفت نفسها، تولت زمام أمورها فأصبحت قائدة ورائدة في مجتمعها سواء في مجال ريادة الأعمال أو في مجال الكتابة والإخراج والإنتاج السينمائي، أصبحت عنصرًا فعالاً في المجتمع. وحين أنصفت المرأة نفسها السينما أعطتها مساحة أكبر و بتنا نرى ونقرأ عن نماذج نسائية ناجحة جدًا، المرأة لم تعد خائفة، لكن مع نجاحها زادت التحديات، فما زال عليها أن تثبت نفسها ببذل ضعف ما يبذله الرجل لتحافظ على مكانتها.

كل امرأة قويَّة هي نتاج رحلة من الصّعوبات.. ما التَّحديات التي واجهتكِ؟

كل فترة لها صعوباتها، التَّحديات مُستمرَّة وبدونها أشكّ في مجرى الأمور لأنّها دليل النّجاح ونتيجة طبيعيَّة لزيادة المسؤوليَّة، لكنها اختلفت من فترة لأخرى، في بداية حيَّاتي العمليَّة تمثِّلت الصّعوبات في كيفيَّة فهم النَّاس لدوافع عملي، لم أرد أن تُفهم دوافعي للتمثيل في مصر بصورة خاطئة، مع الوقت ظهرت صعوبات تتعلق باختيار أدوار أصل بها لكل الجماهير، ثم ظهرت صعوبات  ترتبط  بكيفية فهم الإعلام والصحافة وزملائي لي ثم صعوبات البقاء في نفس المستوى فبعد نجاح الفنَّان في عمل  ما، يترقب الجمهور العمل المقبل وتظهر تحديات الحفاظ على النجاح واختيار أدوار لا تقل عن المستوى الذي قدمته.

كيف تحمين نفسك من أحكام الآخرين وهل تتأثرين بها؟

نتأثر جميعًا بأحكام الآخرين، فعملنا مرتبط بحكم الآخرين علينا، وكما يٌقال ” you’re only as good as your last work” عملنا ليس بمؤهلات بل مرتبط بآراء قد يكون بعضها موضوعيًا وقد تكون عاطفية, على الفنّانة أن تتحمل الإساءة والنقد وتدرك أنها تعمل في مناخ تنافسي يعتمد على المقارنة ويحتاج إلى قوة شخصية خاصَّةً مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت الانتقاد وجعلته يوميًا لهذا أشفق على جيلي ممَّا يتعرَّض له الآن،عن نفسي أحاول ألا اقرأ كل التَّعليقات وأتجنَّب التَّعلق الدَّائم بوسائل التَّواصل.

هل تفضّلين السِّينما أم التِّلفزيون؟

لكلّ منهما جمهوره الخاص ومُتعته الخاصة، نشأت في كنف السينما وأعمالي السّينمائية أكثر من التلفزيونية، لكن التلفزيون أيضا منحني الكثير ولا أريد أن أكون ناكرة لجميله عليِّ سواء في العمل الدرامي “حلاوة الدنيا ” أو في العمل الكوميدي ” عايزة اتجوز” عملان منحوني حب الناس ومساحة جميلة لاكتشاف نفسي .

في نوفمبر الماضي، كُرمتِ في مهرجان القاهرة السّينمائي وحصلتِ على جائزة فاتن حمامة للتَّميّز..هل كان التَّكريم متوقعًا؟ وكيف استقبلتيه؟

علمت بالجائزة أثناء تصويري مسلسل “حلاوة الدنيا”، تم الإعلان عنها في مؤتمر صحفي، فور علمي بالجائزة رقصت في موقع التصوير من الفرح، أولاً لأنها جائزة لا تُقدم لمن لم يولد بمصر فكانت اعترافًا بأنني أصبحت قريبة من قلوب المصريين وثانيًا لأهمية اسم فاتن حمامة، سيدة الشاشة العربية وضرورة موافقة أسرتها على الاسم، شعرتُ مع موافقتهم أنني على الطريق الصحيح، كانت ليلة التكريم عاطفية جدًا وألقيت فيها خطابًا عاطفيآ كنت أشعر بكل كلمة فيه، هي بالنسبة لي ليلة لا تُنسى.

حدثينا عن دورك كرئيسة شرفية في مهرجان قابس ” جابس” السينمائي

أصبحت رئيسة شرفية للمهرجان منذ بداياته، قبلت لسببين أولًا لأنني من جنوب تونس  والسبب الثاني أن  “جابس” هي ثالث مدينة من حيث الحجم ومع هذا لا تحتوي على أيّة قاعة سينما، وهذا يعني أن الثقافة تنحصر على العواصم في العالم العربي وواجبنا كفنّانين أن نتصدى لهذا الأمر، سأظل رئيسة شرفيَّة حتى نفتتح أول قاعة سينما في ” جابس” والتي من المتوقع أن يتم افتتاحُها قريبًا.

سعيدة أننا نستطيع تغيير الحياة الثقافية في العالم العربي لأنني مؤمنة بأن من يدخل قاعة سينما ويقابل الجمهور ويقيمّ الأفلام لن يستطيع أن يحرق قاعةً أو يحمل مسدسًا وهنا تكمن أهمية الفن.

ما طبيعة مشاركتك في مهرجان دبي السينمائي هذا العام؟

 أنا عضو في لجنة تحكيم جائزة “أي دبليو سي” السادسة للمُخرجين في دول الخليج بمشاركة الممثلة كيت بلانشيت وعبد الحميد جمعة، رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي، تقدّم الجائزة للمخرج الفائز مكافأة ماديةً لدعم عمله ويتم عرض فيلمّه في مهرجان دبي السينمائي العام المُقبل.

ما سبب توجهك لريادة الأعمال؟ و كيف تنظمين وقتك ؟

أعمل رئيس مجلس إدارة لشركة “طيَّارة” وهي شركة لإنتاج المحتوى الإلكتروني، التمثيل هو عملي الأساسي لكن أردت استكشاف مجالات أخرى والوصول للشباب الصغير، الذي اختلفت اهتماماته و تمحورت حول المحتوى الإلكتروني، بالتأكيد تنظيم الوقت أصبح صعبًا، ريادة الأعمال تحتاج إلى وقت وطاقة بجانب عملي كممثلة ودوري كأم، لكن “الحمدلله” حقق المشروع أهدافه وتعدّت إيرادات 2017 ما كنّا نطمح إليه.

من  المصمم العربي المفضل لديكِ ؟

 أحب إطلالات إيلي صعب و كذلك زهير مراد و نيكولا جبران والمصمم الكويتي يوسف الجسمي ومن تونس المصمم على قروي و المصمم مهدي قلال و بالتأكيد فخر كل التّونسيِّين” المايسترو” عز الدين علايا.

ما هي مشاريعك القادمة في 2018 ؟ وماذا عن مشاركتك  في رمضان؟

قريباً سنشهد عرض الجزء الثاني من فيلم ” الكنز” للمخرج شريف عرفة و أعمل على مشروعي سينما في تونس ومصر، بالنسبة لرمضان، لم أحسم أمري بعد، نجاح مسلسل “حلاوة الدنيا” وضعني في مأزق، يجب أن أتريث، فأنا ما زلت ُأبحث عن عملٍ يأسر قلبي.