هالة كاظم : رحلة التَّغيير تبدأ من الداخل

38 ثانية قراءة

نبحث عن التَّغيير ونخافه، نحلم به ولا نخطط له، هل نمضي في طريقنا وننتظره كي يُفاجئنا؟ لماذا نقاومه؟ ماذا يمنعنا؟ هل هو الماضي أم التجارب السَّابقة المؤلمة ؟ كيف نخطو الخطوة الأولى ومتى؟

قبل عام 2011  لم يكن هناك برنامج مخصَّص لمساعدة المرأة العربية على اكتشاف ذاتها، وحدها هالة كاظم المُستشارة الإماراتية الحاصلة على شهادة معتمدة في الاستشارات والتَّدريب من قبل جامعة سيتي في لندن،  بادرت بإطلاق برنامجًا للتَّغيير تحت عنوان”رحلة التَّغيير” توجّه فيه المرأة العربية نحو اكتشاف نفسها عن طريق رياضة المشي والاحتكاك بالطَّبيعة وورّش العمل.

حظي البرنامج بنجاح بارزٍٍٍٍ في دولة الإمارات والخليج وحازت هالة كاظم على جائزة الشيخ محمد بن راشد لأفضل سيدة أعمال في عام 2013. و كذلك على جائزة الإمارات للإبداع في عام 2014 في مجال الخدمة المجتمعية. وتم اختيارها كشخصية مؤثرة في وسائل التواصل الإجتماعي في العالم العربي.

في حديث خاص لموجيه العربية، مليء بالطاقة الإيجابية، تُجيبنا هالة كاظم عن تساؤلاتنا عن التَّغيير:

أكدَّت الدَّرَّاسات أن أفضل طريقة للإنسان لإجراء الاستشارات وتحسين وتنمية ذاته تكون بممارسة رياضة المشي

 

العديد منّا يبحث عن التَّغيير الإيجابي لكننا لا نعرف من أين نبدأ، ما هي الخطوة الأولى في طريق التَّغيير؟

الخطوة الأولى هي أن ندرك أن لدينا مشكلة أو نقطة ضعف أو شيء ناقص وهو ما يعرف باسم ” Self Realization” أو الإدراك الذاتي، نجد الفجوة التي نحتاج إلى مُعالجتها ،ثم من المهم أن نفهم أن التغيير في النهاية رحلة بحث ليست قصيرة، تتطلَّب الذهاب إلي محاضرات و رحلات استشارية، ودائماً أقول إنه من الضروري للإنسان أن يجد Life Coach أو مدرب حياة يأخذ بيده لتخطِّي ما يمنعه من التَّغيير ويرشده إلى كيفيَّة مساعدة نفسه.

يقول فرويد أن الماضي يحدد سلوكنا وأن الإنسان بطبعه يقاوم التَّغيير حتى لو كان للأفضل.. كيف نتحرر من الماضي ؟

كل إنسان هو جزء من مجموعة أشياء وجينات وخبرات من الماضي والحاضر كوِّنت شخصياتنا، كلنا لدينا تجارب سابقة مؤلمة، الماضي يؤثر فينا لكنه لا يستطيع أن يعوقنا أو يفرض علينا حياة ما إذا ما أردنا فعلاً التَّغيير، نحن من يقررأنّنا نريد حياة أفضل، نمر جميعاً بأحزان وآلام قاسية فكيف ينجح البعض في تخطِّيها وفي التَّغيير ؟ ينجح منَّا من يرفض أن يسمح لهذه التجارب أن تقف في طريقه نحو تحقيق النّجاح.

يهدف برنامج “رحلة التَّغيير” إلى مساعدة النساء على إحداث تغيير إيجابي في حياتهن من خلال أنشطة متنوعة و ُملهمة .. هل حقق برنامج “رحلة التَّغيير” أهدافه و كيف يتطور من عامٍ لآخرٍ؟

ما حققه برنامج التَّغيير فاق توقعاتي كثيراً، كنت أتوقع نتائج جيدة على المدى البعيد، لكن ما أثمرت عنه الرحلات تَعدَّى ما كنت أطمح إليه فمعظم السيدات المُشاركات في رحلات التغَّيير قطعن شوطاً طويلاً في حياتهنَّ و حقَّقن نجاحات ساحقة  لم أتخيلها.

بالنسبة لتطور البرنامج، نضيف رحلات جديدة وأنشطة متنوعة، فلم يكن التأمل مثلاً جزءاً من البرنامج سابقاً أضفناه وأضفنا زيارات المنتجعات وجلسات التدَّليك والعديد من ورش عمل المختلفة والمُلهمة.

يتضمن برنامج ” رحلة التغيير” رياضة المشي ،ما أهمية المشي في تحسين الحالة النفسية للإنسان ؟

أكدَّت الدَّرَّاسات أن أفضل طريقة للإنسان لإجراء الاستشارات وتحسين وتنمية ذاته تكون بممارسة رياضة المشي فهي تعزِّز تدفُّق الدورة الدموية في الجسم، وتساعد على توليد الطاقة الإيجابية حين نمارسها في الطبيعة، فحين نمشي لا نركز إلا في هدف الوصول والمضي قدماً وهذا يوجه عقولنا إلى ضرورة التحرك للإمام دون النظر إلى الماضي.

خلال لقائك مع النساء في الجلسات والرحلات و الاستشارات ما هي أكبر مخاوف المرأة العربية التي تبحث عن التَّغيير؟ وهل تمنعها بعض العادات والتقاليد من تحقيق ذلك؟

التَّغيير أمرٌ حتميٌ، سيحدث لا محالة، ما نخافه هو المجهول، وعدم معرفة النتائج المترتبة على هذا التَّغيير، أما عن العادات والتقاليد فدولة الإمارات العربية المتحدة هي دولة التَّغيير الإيجابي، لهذا وصلنا للعالمية،  المجتمع نفسه يتغير لأننا أدركنا أننا لا يمكن أن نظل في مكاننا وأنه أمر لابد منه .

نصيحة أخيرة لكل امرأة تبحث عن التَّغيير

أقول لها تعرّفي على صوتك أو ابحثي عن صوتك والصوت هنا ليس بالصّراخ أو بفرَّض الرأي، وإنما البحث عن صوتٍ لكيانك وشخصيتك ومعرفة متى يجب أن تقولي “لا” ومتى تقولي ” نعم”  لتكونى أنتِ فقط.