سمية السويدي : الفن يحتاج إلى جُرأة

42 ثانية قراءة

فنانة متعدِّدة المواهب، نجحت في تحويل مشاعرها الفيَّاضة إلى لوحات رقميَّة مفعمة بالحياة، فكانت أول فنانة تشكيلية رقمية في الإمارات وحازت على لقب أفضل موهبة جديدة عام 2011 وجائزة المرأة العربية عام 2013، لكن أحلامها تعدَّت الفن التَّشكيلي الرقميّ فانطلقت بشغف إلى عالم تصميم الأزياء بمجموعة SEEN من العبايات والفساتين

في حديثٍ خاص لموجيه العربية سمية السويدي تشاركنا قصة نجاحها

 

المرأة تشغل مساحة كبيرة في أعمالك الفنية،إلى ماذا ترمز؟

أعمالي هي مذكرات يومية أعبر فيها عن مشاعري بعد يوم طويل من العمل ومسؤوليات الحياة، المرأة في أعمالي تمثلني “أنا”، هي خلاصي من كل الضغوطات اليومية التي تواجهني كفنانة ورائدة أعمال وزوجة وأم.

في ظل الثورة التقنية التي تتطور من عام لآخر كيف تصقلين موهبتك؟

استخدم “الإنترنت” باستمرار، أقوم بالعديد من الأبحاث وأتابع أخبار التِّكنولوجيا وأحدث البرامج، كنت أول فنانة إماراتية في هذا المجال لكن الآن يوجد فنانون آخرون ومن المهم الحفاظ على المقدمة والطريق الوحيد للبقاء على القمة يكون بالمتابعة المستمرة لتطور الفن التشكيلي الرقمي.  

حظِي الفن مُؤخرًا باهتمام واضح من الحكومة في دولة الإمارات؟ كيف أثر ذلك على أعمالك ونشاطاتك؟

انعكس هذا الاهتمام بشكل كبيرعلى أعمالي الفنية فأصبح هناك طلب أكثر وازداد اهتمام الفنّانين والفنّانات بتقديم أعمالهم وبالتالي زادت أعداد المعارض التي أنظمها ومشاركتي فيها

ما التحديات التي تواجه المرأة الإماراتية الفنانة؟

إذا ما قارَّنا اليوم بالسَّبعينات سنجد أنَّ أعداد الفنّانات تعاظمت بشكل كبير، لكن الدعم الأسري لم يصل إلى المستوى المطلوب، حتى الآن يعد مستقبل مهنة ” فنانة” غير مضمون فمن يقرر امتهان مهنة الفنِّ ما زال عليه أن يعمل في وظيفة جانبية تساعده على تغطية تكاليف الحياة، نحن لم نصل  بعد إلى المرحلة التي يصبح الفن فيها مهنة بدوام كامل يمكننا الاعتماد عليها كُليًا في تلبية احتياجات ومُتطلبات الحياة.

كيف يمكن أن تتغلب المرأة على هذا التَّحدِّي؟

يكون عن طريق سنّ قوانين في الدولة تجبر المعارض والمؤسِّسات الفنية على عرض أعمال الفنّانين والفنّانات الإماراتيات، لن تلتزم الشركات الأجنبية إلا بقوانين واضحة تمكن الفنان الإماراتي من تحويل فنه إلى مهنة يعتمد عليها، لكنني أتوقع أنه مع الوقت سنشهد هذه القوانين خاصَّة مع افتتاح متحف اللوفر مؤخرًا والإعلان عن متحف زايد الوطني ومتحف جوجنهايم أبوظبي.

مجموعة من لوحات سمية السويدي

ما الذي دفعك لدخول عالم تصميم الأزياء؟

منذ أن كنت طفلة صغيرة وأنا مغرمة بالأزياء، لم يكن لدينا سابقًا مفهوم ” البوتيك” كنَّا نتعامل مع الخياط، كانت عمتى دائماً تأخذنى إلى الخياط لمتابعة عملية التصميم، اعتدت على الأمر وأصبحت كلما أحببت تصميمًا ما  أذهب إلى الخياط لينفذه لي، في 2004 افتتحت بوتيك “جرافيكا” لكنني لم أعرض تصاميمي فيه، عرضت تصاميم بعض المقيمين بالدولة وبعض الأجانب، أعجبوا أهلي وصديقاتي بتصاميمي التي كنت أنفذها لنفسي، وطلبوا مني أن أصمِّمها لهنَّ ومع دعم زوجي الفنان التشكيلي جلال لقمان وأقاربي، قمت بتصميم بعض القطع وعرضها في “البوتيك” فبيعت بالكامل، شعرت أنها رسالة إيجابية للاحتراف في عالم تصميم الأزياء، فصممت مجموعة كاملة وعرضتها في مول الإمارات عام  2011 ثم في أسبوع لندن للموضة عام 2012 وفي أسبوع ميامي للموضة عام 2013 و الحمد لله  أصبح اسمي بارزًا في عالم الموضة. وحصلت على جائزة ” مُصممة العام”، لم أتوقف عندها،  واصلت العمل الجاد وعرضت أعمالي في معرض ” تعابير” الذي قمت فيه بطباعة أعمالي الفنية على القماش فكانت مجموعة فريدة.

من الأقرب إلى قلبك الفن التشكيلي أم تصميم الازياء؟

كلاهما، الأزياء نستخدمها يومياً فالمظهر هام جدًا، والأخرون يحكمون علينا من ملابسنا،  أما الفن، فهوعالمي الثاني الذي أهرب إليه من ضغوطات ومشاكل الحياة

ما هو جديدك في عالم  تصميم الأزياء؟

قررت أن أركز الفترة القادمة على تصميم الملابس الجاهزة أو”Ready-to-wear” بدلا من «الهوت كُوتُور» بمجموعة جديدة عصرية ستكون متاحة عبر تطبيق إلكترونيّ وهذا سيكون توجُّهي الأساسي ِّفي عام ّ 2018

نصيحة أخيرة لكل امرأة تريد دخول عالم الفن

لا تخافي، أقابل العديد من النساء والفتيات الموهوبات فأجدهن خائفات، أقول لهن ولكل امرأة تطمح إلى الإبداع الفني “احذفي كلمة الخوف من القاموس ،انسيها تماماً، وانطلقي في مجالك بعد دراسته جيداً ومقارنة العيوب بالمميزات فالفن يحتاج إلى جُرأة.

تصاميم سمية السويدي